فرقة انقاذ

فرقة انقاذ 





تعرفت على اندية التوست ماستر عن طريق صديقات لي وشهدت اجتماعين مليئين  بالابداع قبل ان اقرر ان اشترك بالنادي او ربما اكون قد نويت ان التحق به قبل حتى ان ازوره فشذا سمعته الجميلة كان قد زكم انفي وملأ عقلي.


راقني ما شهدته من ابداع وتطبيق حي لمعنى البيئة الايجابية ادهشني كثرة العضوات الموظفات اللاتي احيانا ما يأتين من دوامهن مباشرة الى الاجتماع او  المنتسبات الى الجامعات وكنت اظن ان اكثر العضوات سيكن مثلي متفرغات يبحثن عن نشاط يملأن به فراغهن ويخرجهن من روتين الحياة المزعج لأتفاجأ بأني وقعت على كنز،  كنز من الخبرات والمعارف المتنوعة والشخصيات المنيرة وطالبي الابداع والتفرد مما تأكدت انه سيضيف الى قيمتي قيمة لن اجدها الا هنا وفي هذا المزيج الفريد من الملكات .الشيء الوحيد الذي ازعجني واعلنته صراحة امام رئيس نادينا الحكيمة ضرورة استخدام اللغة العربية الفصحى. فكيف استطيع اتقان التحدث بالفصحى وانا قد انهيت دراستي منذ 15 عشر عاماً... واصلا كان تخصصي في الكيمياء البعيد كل البعد عن العربية و معارفها.


في اول اجتماع لي بعد ان اصبحت عضوة بشكل رسمي وفي الاستراحة المخصصة لتجديد النشاط وشرب شيء من القهوة او الشاي قرأت لافتة كانت علقتها احدى العضوات الفعالات فوق طاولة القهوة وقد كتب عليها قند راسك نظرت اليها طويلا ولم افهمها  سألت عن معناها ضحكت الفتيات واخبروني بكل حب عما تعني تلك الكلمة وطريقة استخدامها.


عدت الى كرسيي وتلك الكلمة لا تغادر تفكيري لا لشيء بل لما عنته لي من اختلاف في اللهجات بيننا.. واخذت افكر كيف لو سمح لنا النادي بالتحدث كل حسب لهجته هل سنفهم بعضنا البعض .. على الاغلب سنحطم اساسات النادي القائمة على التواصل والقيادة ونفقد القدرة على التخاطب او حتى التقييم الفعال بل سنخلق جوا ضبابيا خاليا من التركيز وسنحتاج  وقتا فوق الوقت لنصل الى نصف الانجاز الذي نحن عليه الآن. فرغم متعة اللهجات وحلاوتها والتنوع الثقافي الذي تضيفه الى مداركنا الا اننا لا نستطيع انكار الحاجز الزجاجي الذي تشكله في وجوهنا حيث ان اختلاف اللهجات يتعدى مجرد تغيير معنى اللفظ الواحد الى وجود مفردات كاملة للغة مصغرة. لغة عامية او لهجة نشأ المرء عليها و كبر حتى تشبع لسانه وفكره بها واحتلت في عقله مكان اللغة العربية الفصحيحة بل وشكلت اركان محيطه في حياته اليومية . وما زاد من اقصاء اللغة العربية الفصحى من حياتنا اكتساح اللغات الأجنبية الدخيلة للمدارس والجامعات وفرضها على المتحدثين في اللقاءات والمؤتمرات وتداولها كلغة اولى  في حياتنا العامة  واصبح مجرد التفكير بالتحدث باللغة العربية الفصحى يشكل كابوسا حقا لدى افراد مجتمعنا على اختلاف فئاتهم الاكاديمية والعمرية. لذلك اود التوجه بالشكر لكل من خطط وفكر وشجع وساهم في تأسيس اول نادي توستماستر نسائي متحدث باللغة العربية الفصحى في المنطقة الشرقية والذي اؤسس بداية بالتعاون مع نادي عكاظ للتوستماستر كفريق انقاذ  للغتنا الفريدة وصقل الالسن باللغة العربية الفصحى الخفيفة وتطوير المهارات الانسانية وتنمية الادراك وسرعة البديهة لدى الفتيات مما يعطي نتائج هامة في زيادة الثقة بالنفس واتقان مهارات التواصل والقيادة التي نعلم جميعا اهميتها في اثراء مجتمعاتنا والارتقاء بها الى مستويات اعلى من الكفاءة والفاعلية ومواكبة التطور والتقدم السريع الذي نشهده على مستوى العالم وفي جميع نواحي الحياة.


بقلم
ت.م منى الجعبري

تعليقات